رمز الابداع الرائع عثمان حسين

سم الله الرحمن الر

رمز الإبداع
عندما طلب مني الكتابة عن الرائع عثمان حسين
سألت أولا عن المساحة المتاحة لذالك فقيل لي اكتب
ما استطعت .
فسألت عن عدد صفحات الصحيفة .
فانا اعتقد أن الكتابة عن حياة وإبداعات هذا الكوكب
قد لا تتسع لها ليس صفحات صحيفة محددة ولا حتى
مجلدات .
وعندما بدأت الكتابة أحسست بضألت قلمي .
وعجز مفرداتى وجمود اوراقى وسكون كلماتي .
تمنيت لو أن حروف اللغة ذادت لأنتقي منها ما
ما يسمؤ إلى عظمة هذا الطود وشموخه .
تمنيت لو أني عاصرت هذه الشمس منذ شروقها
ورأيتها تغمر أرضنا الظامئة لتنبت زهور الروعة
والإبداع .
أعلم أن الدوحة في هذه الأرض ولود وأن الإبداع
يجري في عروقنا مجري الدم .
أعلم أن الإبداع لدينا غابات وبحار وليال يزينها
حلم الشعر وإبداع الإلحان .
أعلم أن اللوحات لدينا تشرق مثل الشمس صباح
مساء تتلهف للفجر الموعود .
لكني اعلم أيضا أن أصيل الإبداع قليل وقليل أصيل
الإبداع اقل والصفوة كان الفنان واعز الصفوة في
خاطرتي عثمان .
فلكم أسكننا بحر الأشواق ولكم أضنانا ليل العشاق
ولكم ذوبنا وجدا وعناق ولكم أبكانا حزنا لفراق .
ولكم أرجحنا بين ضفاف النيل الرقراق .
ولكم اسمعنا سبحان الخلاق .
عثمان إذا ما قلت تحيرني الكلمات .
وتذوب علي شفتي حروف ملاءة أهات .
فرحيق الكلمة في شفتيك يغذي ألاف الأرواح .
وعبير اللحن يفوح يطوف بكل الساحات .
يسكرنا من خمر الكوثر يشجينا عشق وجنون .
عثمان الحرف إذا ما طال النجم عليك قليل
وجميع لغات الدنيا لاتوفيك الحب ولا التبجيل .
أعوام مرت وبحار الإبداع تزيد أرواح نهلت من
نبع صاف غريد عشاق عرفوا معني الوجد علي
إلحانك .
كم مشينا دربك الأخضر والفجر عصافير تغرد .
كم جلسنا بين أحضان الليالي أنا والنجم والمساء
كم هتفنا لا وحبك يا وحيدي .
عثمان ألاف من الكلمات تحفظها القلوب وتعيدها
لحنا ووجدا وهيام .
تمضي السنين فتزيدها ومضا ونورا وجمال .
فكأنها خلقت لتعشقها السنين تمر الليالي لا تغير
من إشراقها وجمالها فهي دائما شابة في العشرين
يحملها كل طائر مرتحل عابر البحر قاصد الأهل
يحمل عميق الأشواق .
من منا لم يتمايل طرب وشجن من منا لم يكن
حيران أسائل نفسي إيه كان السبب أصل الخصام
من ومن ؟
عاندني حرفي وتدلل عن وصف يملا وجداني فجميع
الكلمات هزيلة عن بحر ليس له ساحل يتلاطم فيه
الإبداع وجمال العبقرية .
فالكلمة يحملها اللحن فتذيب جمود الأحجار تتمايل
حتى الأشجار والآهة سبحان القهار .
اعزرنى أيها الرائع إن لم أستطيع أن أوفيك حقك
من الوصف فمن يستطيع أن يسمؤ إلي علاك ومن
يستطيع أن يرسم كل ذالك الشموخ .
فلك مني ومن عشاقك الذين يملأ ون صدر المليون
ميل فخرا وطربا مليون تحية وإجلال وشكر لما قدمته
لنا من إمتاع وإبداع وجمال ولك الرحمة من رب العالمين

عوض موسي فضل السيد

[/size]